رواية غرام المغرور بقلم نسمة مالك (كاملة)

موقع أيام نيوز


يقول 
ترجعي فين يا بيبي أنتي رجلك على رجلي في أي مكان أروحه ولو على إسراء ومامتك و ديجا فأنا جبتهملك لغاية عندك وهنقضي نحوها بخطواتها الجميلة التي تسعد القلب بطلتها وابتسامتها البريئه الصافيه 
لتتسمر إسراء بمكانها فجأة واعتلت ملامحها الدهشه حين دفعتها الصغيره ومرت من جوارها متجهه نحو فارس الواقف خلفها وارتمت داخل حضنه تضمه بحب مرددة بصوتها الطفولي العذب 

فالس واحشتني 
تعالت ضحكات الجميع على هيئة إسراء التي تتنقل بنظرها بين ابنتها وزوجها بنظرات مصطنعه الڠضب خاصة حين قال فارس 
أهلا أهلا بروح قلب فالس 
الفصل ال 
!! 
خارج جناح مارفيل 
يقف فارس بملامح مرتعدة بجوار والده يتابع الأطباء وهما يحاولون تهدأت والدته التي دخلت بنوبة بكاء حاد حتي أصبحت على وشك الإنهيار 
كانت مارفيل تصرخ بكل قوتها مرددة بكلمات غير مرتبة تحمل بينها لغز يصعب حله بسهولة أنا صامتة لأجلك لأجلك فارس لأجلك فقط بني 
تراخي جسدها وأغلقت عينيها بضعف بعدما قامت إحدي الممرضات بحقنها بحقنة مهدئة جعلتها تستلم لنوم عميق خلال ثواني معدودة 
زفر فارس براحة ونظر لوالدة الذي ينظر لزوجتة بلهفة و أعين تترقرق بها العبرات وتحدث بهدوء قائلا بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية 
عايز تتكلم في ايه يا فارس! 
قالها محمد وعينيه ثابته على مارفيل يرمقها بنظرات مختلطة بين العشق والاشتياق والعتاب 
سار فارس نحو أقرب مقعد جلس عليه واضعا رأسه بين كفيه وتحدث بتعب قائلا 
في حاجات كتير أنا مش فاهمها وأسئلة كتير مش لاقي ليها أجوبة 
أخذ محمدنفس عميق الټفت ببطء ينظر له مغمغما هجاوبك على كل أسئلتك وهفهمك كل حاجة
يا فارس بس ممكن تسبيني مع مارفيل شوية لوحدنا 
صمت لبرهه وتابع وهو يصطك علي أسنانه بغيظ 
من ساعة ما رجعت من برة وأنت لازق معانا هنا انت مش المفروض عريس وفي شهر العسل! 
رفع فارس رأسه ونظر له بدهشة حين تابع بنبرة ساخرة 
حد يسيب عروسته ويجي يقد جنب أمه يا عريييسس رمقه بنظرة ماكرة ولاعب حاجبيه له بحركة أذهلت فارس وأكمل بأسف 
شكلك كده مرفعتش راسنا ولا أيه! 
لاااااااا لااااااا وكمان لااااااااا بقي دا أنا رفعت راسكم للسما يا أبو فارس 
قالها فارس بفخر
وهو ينهض من مكانه واقترب من والده وضع يده حول كتفه وتابع بحاجب مرفوع 
دا أنا فارس الدمنهوري يعني مينفعش تشك في قدراتي ياوالدي 
مال علي أذنه مكملا بتساؤل احكيلي بقي عملت أيه في مارفيل يا أبو فارس يا شقي خلتها کرهت الصنف كله وعايزة تخترع لنا مبيد رجالي يمحينا كلنا! 
رفع محمد حاجبيه ونظر له بشرار وتحدث پغضب مصطنع ما أنا قولتلك هتزفت أحكيلك بس مش دلوقتي خليني أقعد مع حبيبتي شوية قبل ما تفوق وتطردني زي كل مرة 
أنهي حديثه ودفعه 
ويله اتفضل بقي انت ناسي أن غفران عاملك حفلة عنده انهارده في الشاليه ولا أيه! 
ضړب فارس بكف يده على جبهته وتحدث بأسف 
أيوه فعلا إزاي نسيت دا مأكد عليا وعازم حضرتك كمان 
محمد بهدوء اعتذرله بالنيابه عني أنا هفضل مع مارفيل وأنت إياك المح طيفك هنا الليله خلص حفلتك و خد مراتك وأطلع على اليخت انا كلمت العمال وقالولي انه وصل المينا في الغردقة 
دا هدية جوازك مني أنا مرتضتش اسميه شوف هتسميه أيه أنت بمعرفتك 
شكرا على كل حاجة يا بابا لولاك بعد ربنا كنت خسړت مراتي غمغم بها فارس وهو يقطع المسافة بينهما وعانقه بحب مقبلا كتفه مرات متكررة ربنا ميحرمنيش منك أبدا 
تسمر محمد محله لوهلة لم يبدله عناقه أطبق جفنيه بقوة يكبح عبرات الندم التي تجمعت بعينيه ومن ثم رفع يده وربت على ظهره متمتما 
ولا يحرمني منك أبدا يا ابني 
ابتعد عنه قليلا ورفع يده ربت على وجنتيه بحنو وتابع بابتسامة مش عايزك تشيل هم اي حاجة بعد كده أنا عقبت ديمة على كل اللي عملته ورمتها في مصحة نفسية والدكتورة اللي اسمها سلمي دي كانت متهدده بابنها البنت اللي معها كانت تبع ديمة وخدت نصيبها من العقاپ اطمن 
حرك فارس رأسه بالنفي وتحدث بأسف قائلا 
مش هعرف اطمن طول وأغلق الباب خلفه وهرول نحو غرفة زوجته بخطي مرتجفة وقلب ينبض پجنون من شدة عشقه واشتياقه وخوفه أيضا 
داخل مكان مخصص للهو الأطفال 
يقف هاشم ورجال الحرس التابعين له يقومون بحراسة كلا من 
إسراء إلهام خديجة إيمان عهد والصغار الذين يلهون بمرح
وفرحة غامرة 
تجلس إسراء 
مالك حبيبي سيب إسراء تلعب مع مكة وديجا وألعب أنت مع زين بالكورة 
قالتها عهد بنبرة صارمة لا تخلو من الحنان 
أجابها مالك الذي يمسك بيد إسراء يمنعها من اللهو برفقة أحد غيره يا عهوده هي صغيرة مش هتعرف تلعب لوحدها وممكن تقع أنا باخد بالي منها 
حركت عهد رأسها بيأس من تصرفات الصغير التي تشبه والده إلى حد التطابق ونظرت ل إسراء الشاردة وتحدثت بمزاح 
خلاص كده اطمنو بنتكم بقت في حماية الباشا مالك المصري 
لكزت إلهام ابنتها حتي تنتبه للحديث وابتسمت لعهد وتحدثت بفضولها المعتاد 
بس انتي شكلك اتجوزتي بدري أوي يا عهد يا بنتي نظرت ل مالك وتابعت قائلة 
دا اسم الله حارسة وصاينه مالك قالي عنده تمن سنين وانتي شكلك من سن بنتي إسراء مكملتيش السنه لسه!! 
اجابتها عهد بصوت خاڤت حتي لا يصل لسمع الصغار غفران جوزي كان متجوز قبل ما يتجوزني ومالك ومكة ولاد غفران من مراته الأولى 
لمحت الدهشة على وجوههم فاكملت بصدق
قائلة 
بس أنا بعتبرهم زي ابني زين بالظبط والله يا أنطي إلهام 
إلهام صادقة يا قلب أنطك دا أنا فكرتك أمهم والله يابنتي من حنيتك ولهفتك وخۏفك عليهم 
تنهدت بصوت عال وتنقلت بنظرها بين خديجة التي تختلس النظر ل هاشم من حين لآخر بخجل وبين إسراء التي تبتسم ابتسامة حزينة وايمان التي تضم الصغير محمود لحضنها وتقوم بأرضاعة بابتسامة حانيةوتحدثت بتعقل قائلة 
سبحان الله كل واحد بياخد نصيبه كامل من الفرح وحتي الچرح علشان كده بنلاقي دايما ربنا رؤوف بعباده وبيجعل بعد الصبر جبر 
انتبهوا جميعهن لحديثها خاصة
حين قالت إيمان برضا تام بقضاء الله وقدره 
عندك حق يا خالتي أنا أهو ربنا أراد إني مخلفش بس جبر خاطري ورزقني بابني محمود ابن قلبي قبل عيني 
ابتسمت عهد ونظرت بتجاه الصغار مدمدمة 
وأنا اتجوزت واحد كان متجوز قبلي ومعاه طفلين ربنا جعلهم عيلة ليا بعد ما كنت عايزة اڼتحر من الوحدة 
قالت خديجة بفخر وأنا رفضت الجواز وفضلت ابني فارس عن كل رجالة الدنيا وبقيت زي ما الناس بتقول عانس بس دا كله مهمنيش كفاية أني ربيت وكبرت وزرعت زرعة صالحة على هيئة طفل بقي أحسن راجل في الدنيا وبحصد من تربيتي ليه دلوقتي خير وفير ملوش نهاية ولسه بمشيئة الله واثقه إن ربنا شيلي خير أكتر وعلشان كدة لو رجع بيا الزمن تاني هختار فارس تاني من غير تفكير حتي 
نظرو ل إسراء يحثوها على مشاركتهن في الحديث فبتسمت لهن وتحدثت بتنهيدة حزينة قائله 
وأنا اتجوزت بعد ما خلصت دبلوم من شاب محترم وأصيل حبني أوي وكنت عايشة حياة بسيطة وهادية لحد ما ربنا أختاره وبقيت في يوم وليلة أرملة وبنتي يتيمة حسيت أن خلاص الدنيا وقفت وحياتي أدمرت 
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ونظرت لوالدتها وتابعت بامتنان 
بس بعد ما ربنا رزقني بحب أبو الفوارس عرفت أن كلامك يا ماما اللي كنتي بتقوليه ليا كان كله صح وفعلا بعد الصبر جبر وأنا ربنا جبر قلبي أنا وبنتي وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه وهي كمان بتحبه أكتر مني 
أمسكت خديجة وجنتي إلهام بين أصابعها وتحدثت بمرح قائله وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله شكلك عندك قصة كبيرة 
ضحكت إلهام ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة 
بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي 
أخذت نفس عميق وأكملت بفرحة ظهرت على محياها هحكلكم أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه 
صمتت لبرهه وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت 
كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حاډثة وخدني عمي الصغير علشان يربيني كان لسه متجوز جديد ومراته حامل وعلى وش ولادة مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس جريت السنين وبقي عند عمي ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص جيش وفضلت أنا معها لحد ما قربت على السنه بخدمها كأنها أمي بالظبط 
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها وتابعت 
رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار منهم اللي تعجبك بس هو قالها لا متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة 
هبطت عبراتها بغزارة على وجنتيها رغم ابتسامتها التي لم تبرح محياها لتسرع إسراء التي بدأت تبكي لبكائها بمسح عبراتها بلهفة وحنان بالغ وأكملت إلهام
بصوت مرتجف 
أنا هتجوز إلهام بنت عمي أنا أولى بيها يا أمه بقت تصرخ بعد ما كانت
بتزغرط وتقوله هتاخد واحده أكبر منك بخمس سنين عايز تعمل فيا وفي نفسك كده ليه دا انت ابني الوحيد وبتمني أشوف ولادك قبل ما أموت تقوم تتجوز واحدة عانس قطر الجواز والخلفة فتوها 
أبتلعت غصة مريرة وسيطرت على بكائها ونظرت لوحيدتها بحب وفرحة غمرت ملامحها مكملة 
بس إبراهيم كان راجل شهم وجدع مسمعش ولا كلمة من اللي قالتهم أمه وصمم يتجوزني سترني وكان ونعمة الزوج والابن البار خصوصا ان أمه ورتنا الويل أول ما اتجوزني لحد ما حملت في إسراء بنت عمري وهي رجعت تعاملنا كويس تاني لخاطرك يا ضنايا 
طيب وأبو إسراء ټوفي إزاي يا لوما! 
قالتها خديجة بصعوبة من بين شهقاتها 
اجابتها إسراء ببوادر بكاء قائلة 
هقولك أنا يا ديجا أنا فاكرة اللي حصل كأنه إمبارح كان عندي وقتها 12سنهوبابا حبيبي الله
 

تم نسخ الرابط