روايه الذئاب (كامله الي الفصل الاخير) بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


مصدق
عادت إلي طبيعتها وقالت بحنق وهي تلقي بعض الأوراق ع المكتب 
أتفضل أمضيلي حضرتك التقارير دي 
ألقي يوسف نظره ع التقارير ثم نظر إلي علياء التي كان التوتر متملك من ملامح وجهها 
فقال مش همضي تقارير دلوقت 
صاحت پغضب وقالت يعني أي .. أنا روحت مكتب دكتور مهدي لاقيته لسه مجاش فقالولي أروح للمدير الإداري 

يوسف وأنا بقولك مش همضي غير لما المړيضة تفوق وتقرر إن نبلغ البوليس ولا لاء 
علياء وبالنسبه لحالة الإنتحار !! هتستني رأيها 
زمجر پغضب وقال دكتورة علياء ع ما أعتقد إن ده أول يوم ليكي ف المستشفي فياريت لو مش عايزه تخليه أخر يوم خليكي ف حالك ... أنتي عملتي الي عليكي والباقي ده مسؤليتنا إحنا كمدييرين وأصحاب المستشفي
جزت ع فكها بحنق وهمت بالمغادرة لكنها توقفت وقالت 
ع فكرة أنا مكنتش أعرف إنك شريك دكتور مهدي ...وأول ما هيجي هقدم إستقالتي ... عن إذنك 
قالتها وغادرت ... زفر يوسف بتأفف وهو يلقي بالتقارير أرضا 
تقف ف المطبخ توضع أطباق الطعام فوق الصينية وأخذت مفتاح المنزل الذي تركه لها ... لتغادر وتوصد الباب خلفها وتصعد الدرج حيث سطح المنزل لتجده مازال نائما ع الأريكة يلتف بغطاء قطني.. وضعت الصينية فوق السور وأقتربت منه لتوقظه .. وقبل أن تفعل ذلك حدقت بملامح وجهه وهو نائم تتأمله فتراجعت پذعر عندما فتح عينيه 
فقالت بتوتر 
صص صباح الخير يا أستاذ إيهاب 
نهض وهو يحك عينيه بنعاس وقال 
صباح النور ... مش قولنا بلاش أستاذ 
أمسكت بالصينيه ووضعتها بجواره وقالت 
أنا عملتلك فطار يارب يعجبك 
إيهاب وليه تتعبي نفسك أنا كنت هنزل أشتري فطار ليا وليكي 
إبتسمت بإحراج وقالت 
أبدا ولاتعب ولا حاجه كفايه إن خليتك تسيب شقتك وتطلع تنام فوق السطح 
إيهاب دي أحلي نومه ومتعود عليها من زمان .. يارب بس تكوني عرفتي تنامي كويس من صوت خناقات الجيران الي تحت 
ضحكت وقالت أصدك ع الراجل ومراته ... دول مۏتوني من الضحك تخيل كان پيتخانق معاها طول الليل عشان لقي كل شرباته فرده واحده 
إيهاب 
دول ع طول كده ... لدرجة مبقاش يجيلي نوم غير لما أسمع خناقتهم وقتها أعرف أنام 
رحمة ياه للدرجدي 
إيهاب بقو إدمان عندي ... المهم سيبك من الجيران وقوليلي ناويه تعملي أي 
رحمة هنزل أدور ع أوضه إيجار أو مطرح ع أدي 
إيهاب تاني يارحمه .. أنا قولتلك شقتي هي شقتك ومټخافيش طول ما أنتي جوه عمري ما هقرب منها ... أنا بفهم ف الأصول 
رحمة والأصول بتقول مينفعش أقعد ف شقة شاب عازب وأنا واحده متجوزه ... خليني أتجنب الشبهات 
إيهاب طيب أنا عندي حل ... أنا هاسيبلك الشقة وأنا هاخد حاجتي وأقعد ف الأوضه دي ... قالها وهو يشير إلي غرفة فوق السطح
وأنتي كنتي فين ياما وهي بتهرب من البيت ... صاح بها علاء
عديلة بنبرة حنق ودماءها تغلي والله كنت نايمه من التعب ... ونسيت أقفل الباب بالمفتاح معرفش إن بنت ال.... دي هاتغفلني وتهرب ... اه ياناري لو
شوفتها دلوقت السفر قوليله أنا موتلك مراتك
عديلة طيب وريني يا عم الدكر لما أخوك يتصل ويسأل عليها هتقولو أي
أجابها بسخرية هقولو أمك فضلت تطين عيشة مراتك لحد
ما خليتها طفشت من المنطقه كلها 
عديلة ليه هي مش عند أمها !
علاء أمها وأخوها من ساعة يوم الصابحيه ولا بتكلمهم ولو كانت بتشوفهم صدفه مكنتش بتعبرهم ... عاملين يتصلو بقرايبهم إن كانت راحت عند حد فيهم 
عديله هتكون راحت فين المخڤيه الله يحرقها 
تضايق علاء وصاح پغضب 
متدعيش ع حد ياما 
عديلة أنت مالك هو أنا كنت بدعي عليك ... أنا بدعي ع الي ما تتسمي 
علاء طيب قعدي أدعي وأنا هسيبلك البيت وماشي 
عديلة رايح فين يا ولاه 
علاء وهو يغادر المنزل قال 
رايح أدور ع مرات أخويا ... ثم قال بصوت لايسمعه سوي عقله 
ليه يارحمه عملتي كده ... أنا وقفت جمبك عشان تاخدي حقك من أخويا و روحت أشتغلت بعيد مخصوص عشان أبعد عنك ومتضايقيش من نظرات حبي ليكي ... بس لو الي ف بالي طلع صح ساعتها تنسي علاء الي عرفتيه
تنهد بسأم ثم أخرج هاتفه من جيبه وأجري إتصالا بإحدي معارفه ....
علاء ألو حبيبي يا أبو علي ...عامل أي 
................
بقولك طالب منك خدمة بس ضروري 
................
عايز عنوان إيهاب أحمد عبد الحميد المحامي .... أيوه عنوان بيته ....... فين ........ إشطا ياصاحبي نردهالك ف خير إن شاء الله ........ مع السلامه 
أغلق المكالمة وأشار إلي سيارة أجرة فتوقفت وولج إلي الداخل 
قال السائق ع فين العزم يانجم 
أبتسم علاء بتوعد وقال 
أطلع ع فيصل ياسطا 
قالها وهو يخرج سېجاره من العلبه وقام بإشعالها وأستنشق منها بقوة ليزفر دخانها وقال اها لو الي ف بالي ده طلع صح .. مش هاتعرفي ساعتها أنا هاعمل فيكي أي .
رحمة أعذرني يا إيهاب مش هينفع ... أنت عايزني أخليك تسيب بيتك وتقعد فوق السطح !
إيهاب وفيها أي ما دي كانت أوضتي لحد ماربنا كرمني وأشتريت الشقه الي تحت وأشترتها... عشان خاطري أنا إسمعي الي بقولك عليه أنتي شكلك مخرجتيش للدنيا ..وأنا مش هاطمن عليكي غير لما تكوني تحت عيني 
قالها لتحدق به بتعجب 
فأردف بتوتر 
اصدي يعني مش من أخلاقي إن أتخلي عن مساعدتك 
رحمة وياتري كل موكلاتك بتعمل معاهم كده !!
أجاب عليها بأسلوب دبلوماسي وهو يتحاشي النظر إليها 
أنا أي حد بيحتاج مساعدتي بقف جمبه سواء إن كانت موكله عندي أو جيراني أو أي حد أعرفه 
تنهدت وقالت 
طيب عن إذنك هاسيبك تفطر هانزل أنا عشان ورايا كذا مشوار 
قالتها لتهم بالذهاب ... بدون وعي أمسك يدها وقال 
رايحة فين 
رمقته بإندهاش ليسحب يده وقال آسف مكنش أصدي 
أجابته بنبرة جديه 
رايحة أدور ع شغل... ومكان هاقعد فيه 
زفر بسأم وقال مصممه برضو 
رحمة كده هبقي مرتاحه أكتر 
إيهاب ع راحتك ... بس عايزك تعرفي بيتي مفتوحلك ف أي وقت 
رحمة شكرا 
قالتها وتركته وهبطت إلي المنزل .. ولجت إلي الداخل تضع يدها ع صدرها الذي يعلو ويهبط وقالت بداخل عقلها 
أي الي بيحصل معايا ده ... أهدي يارحمة كده وأعقلي مفيش راجل يستاهل تضيعي حياتك عشانه ... كلهم واحد ... خدي
حكم بالطلاق الأول وحققي طموحك الي كنتي بتحلمي بيه ومتوقفيش حياتك ع راجل 
بس إيهاب غير طه وغير عادل .. وبعدين مالي بتكلم عنه كده هو بالتأكيد بيساعدني عشان صعبت عليه مش أكتر 
يوه كفاية 
... أنكمشت عينيها بضييق وبدأت بفتحهما قليلا لتجده بالقرب
منها فصړخت بفزع 
تراجع پخوف وقال 
مټخافيش ده أنا 
أنتابتها حالة ذعر هيسترية صاړخه 
أبعد عنييييييييي.... أنا بكرهاااااااااك
أسرع بالتدخل الممرضة والطبيب المسئول عن حالتها 
لو سمحت يا أستاذ ياسين أطلع بره ... قالها الطبيب 
وقبل أن يذهب ألقي نظره عليها ليجد الممرضة تغرز إبرة ف ساعدها وياسمين تصرخ وعينيها لاتفارقه والطبيب يحاول تهدأتها ...
ركض ف الرواق ليقابله يوسف الذي أوقفه ورمقه بضيق وقال 
شئ طبيعي ردة فعلها أول ما هتفوء الي عملته فيها مش هين يا ياسين 
ياسين بنبرة حسرة وندم 
أقسم بالله ما كنت ف وعيي ... أنا بحبها يا يوسف .. أنا كنت بخاف عليها من أي حاجه وأولهم أنا ... مش عارف عملت كده إزاي 
عانقه شقيقه وقال 
أهدي وروح أغسل وشك عشان نروح وجودك هنا ملهوش لازمه بالعكس كل ما هاتشوفك هتنهار من العياط وممكن تدخل ف حاله نفسية وقصة تانيه وهي مش ف حمل حاجه تاني كفايه الي جرالها 
ياسين أنا مش هامشي غير لما أطمن عليها 
صاح يوسف بضيق 
يابني ارحمني بقي ... ما أديك دخلتلها وأطمنت عليها ويومين كده وهترجع القصر بإذن الله ... وربنا يستر لما تروح باباك ومامتك زمانهم عرفو 
ياسين أنا ميهمنيش حد غير ياسمين 
يوسف طيب إسمع كلامي واعمل الي قولتلك عليه وأنا هستناك ف مكتبي 
أومأ له ياسين بالموافقة وذهب إلي المرحاض .. بينما يوسف ذهب إلي مكتبه ... وبالداخل وجد ملف ورقي فوق سطح المكتب فقام بفتحه ليجده طلب بالإستقالة مقدم من الطبيبة علياء 
جلس ع المقعد وهو يزفر بنفاذ صبر ويرجع ظهره إلي الخلف شاردا ف أمر ما .
فتحت باب المنزل وولجت إلي الداخل وهي تخلع حذائها بتأفف ... جاءت نحوها سيدة ف أواخر الخمسينات يبدو ع ملامحها الطيبة والوقار ...
حمدالله ع السلامه يا حبييتي ... أحضرلك الغدا ... قالتها والدة علياء 
علياء مليش نفس 
والدتها خير يابنتي 
أجابتها بسأم كتبت إستقالتي 
شهقت والدتها وقالت هاااا أنتي لحقتي !!! ده كان أول يوم ليكي النهارده .. أي الي حصل 
علياء بليز يا ماما سبيني أدخل أريح ولما أصحي هابقي أحكيلك 
قالتها لتذهب إلي غرفتها....
علياء فتاة ذات الثلاثين عاما ذات عينان باللون البني وشعر أسود منسدل ... تخرجت من كلية الطب جامعة القاهرة .... تخصص نساء جراحة وتوليد ... تفوقت ف مجالها وحاليا تعمل ع تحضير الدكتوراة 
أرتمت بجسدها فوق الفراش وبيدها إجندة صغيرة قامت بفتحها ع صفحة تتوسطها وردة ذابلة وصورة تجمعها مع مجموعه أصدقاء الدراسة وبجوارها يوسف واضعا زراعه ع كتفيها ... تنهدت وهي تغمض عينيها لتستعيد الذكريات ...
فلاش باك ...
تركض باحثة عنه فوجدته وسط مجموعة من أصدقائه يتناقش معهم ف إحدي المحاضرات التي تلقوها للتو 
تسحبت من الخلف واضعه يديها ع عينيه وهي تنظر إليهم بألا لايتحدثوا ... فأبتعدوا ليتركهما ...
حبيبتي الشقيه ... قالها يوسف 
أزاحت يديها وألتفت إليه وقالت أنا زعلانه منك 
يوسف ليه كده يا حبيبتي
أبتسمت وهي تخرج من حقيبتها مجموعة من الأوراق وقالت 
خد الملزمه دي الأول عشان أنا وعدتك بيها بس برضو زعلانه منك 
ضحك وقال طيب قوليلي مالك مش ممكن أكون مظلوم 
علياء بقالك يومين مش بتعبرني ف التليفون وبتحضر المحاضرات وألاقيك مختفي بعدها وأسأل عليك أصحابك يقولولي ده مشي .
يوسف ع فكرة أنا كنت هاكلمك دلوقت عشان عايزك ف موضوع مهم 
علياء موضوع إي 
أمسك بيدها وقال تعالي معايا بس وأنا هاقولك 
وصل بها أمام مبني هادئ فقالت 
أنا مش فاهمه حاجه 
يوسف غمضي عينيكي الأول وأنا هافهمك 
علياء يوسف أنا مبحبش المفاجاءت وأنت عارف كده 
يوسف غمضي عينك بس ولا أقولك
 

تم نسخ الرابط