رواية المــافيـــا والحب (الفصل الرابع والعشرون) منال سالم
متحكمة
اسمعيني جيدا...
ارتجفت وأنا أسيرته حاولت الفكاك منه لكني عجزت أمام قوته الطاغية بدا مستمتعا بمقاومتي الواهنة فأكمل
أنا لا أتساهل مع أحدهم كائنا من كان ولهذا لا تعاندي أو تختبري صبري كثيرا مهمتك هنا هي طاعتي في أي شيء أطلبه سواء أعجبك أم لا.
حل بحلقي جفاف عجيب وزادت الرجفات الغريبة التي راحت تجتاحني كموجات متلاحقة خاصة حين قال كأنما يمهد لشيء علم جيدا درايتي به
شعرت بأنفاسه تلاطم بشرتي وتلهبها مع صوته الهامس
لست ماهرا في التدليل ولا أطيقه وما أرغب فيه أملكه.
أغمضت عيني بقوة وهو لا يزال يتكلم في نفس الرنة الخاڤتة
مثلك أنت.
همست في ضعف وأنا بالكاد أجاهد لصد اجتياحه الجارف
دعني.
وهو يخبرني بما لا يدع مجالا للشك أنه لا سبيل للعودة مطلقا عما انتوى فعله
ربما الوقت قد حان لتعويض ما فاتني.
فرض أمره الصارم ولم ينبس بكلمة زائدة واستدار متجها نحو الحمام حينها أحسست بداخلي بحړقة حانقة فقد سئمت من تسلطه السافر معي مؤخرا وسعيه الدؤوب لتقييدي بشتى الطرق وكأني نكرة مسخرة لأجل أهوائه الشھوانية فقط يأمرني فأطيعه يطلبني متى شاء فاستجيب لندائه.
اعتدلت من نومتي لأجمع بيدي ما كان موجودا من أقراص دوائية مختلفة دون أن اتفقدها ثم نهضت من الفراش لأهرع بعدها تجاه الحمام حيث سبقني إلى هناك قذفت ما بيدي في ڠضب شبه متصاعد في ظهره وأنا أهدر من خلفه
الټفت ليواجهني بنظرة ڼارية متحفزة فرفعت سبابتي أهدده ببسالة غريبة وكأن ما افتقده خلال مرضي قد استعدته أخيرا
لن تجبرني على شيء.
تقلصت عضلات وجهه في انزعاج بائن وسألني كما لو كان يحذرني بصورة متوارية
كيف تجرؤين على عصياني
تغاضيت عن إنذاره المبطن وتابعت بغير احتراز
من الأفضل لك ألا تبقى معي
تقدم ناحيتي ببطء وهو يرمقني بهذه النظرة النافذة تلك التي تجعل أسفل ظهري يرتعد وفرائصي ترتجف استطرد يكلمني في هدوء يسبق العاصفة
أرى أنك عدت إلى شجاعتك القديمة.
قلت هازئة منه وعلى زاوية فمي ابتسامة سخيفة
الفضل يعود لك أنت تخرج أسوأ ما في الفرد.
حاولت دفعه وأنا أقول بيأس
ماذا تفعل اتركني.
يتبع الفصل التالي