رواية المــافيـــا والحب (الفصل الرابع والعشرون) منال سالم

موقع أيام نيوز

بارتعاب فيخبرني ألا أخاف فانكمش على نفسي خيفة منه لاحظ مدى رهبتي منه لهذا كان لا ينهرني لشعوري المبرر ناحيته وفي أحيان أخرى أكون بمفردي أتصبب عرقا.
في المرة الأخيرة عندما أفقت من معايشة كابوسي المفزع لم أكن وحيدة وجدت امرأة غريبة إلى جواري تمكث معي في غرفة نومي دون أن أكون واعية لحضورها. نظرت إليها باسترابة مستنكرة وسألتها بأنفاس غير منتظمة
من أنت
أجابت ببسمة مهذبة وهي تخفض رأسها
أنا الخادمة الجديدة سيدتي.
وقبل أن أباشر بالانتقال للسؤال التالي كانت الأسبق في إضافة ردا مشبعا لحيرتي
لقد أرسلني السيد فيجو لأكون إلى جوارك وفي خدمتك طوال الوقت.
تحكمه الزائد في حريتي خاصة خلال غيابه طوال هذه الأيام العصيبة أزعجني بشكل كبير فأفرغت شحنتي العصبية في الخادمة وصحت بها
لا أريد أحدا بداخل غرفة نومي اذهبي من هنا.
ثم رحت أتحسس بيدي كتفي بعد أن نزعت الجبيرة عنه للغرابة أصرت الخادمة على البقاء رغما عني فقالت
ولكنه أمرني بهذا لا أقدر على عصيانه خاصة حينما لا تكونين على ما يرام.
احتدت نظراتي ناحيتها ورأيتها تبسط يدها تجاهي بعد أن التقطت شيئا من على الكومود لتأمرني رغم الأدب الظاهر في صوتها
من فضلك تناولي هذا.
ضاقت عيناي بشكل واضح وسألتها في تجهم
ما هذا
أجابت بنفس الوجه الجليدي
إنه الدواء الذي وصفه الطبيب لحالتك سيفيدك كثيرا ويهدئ من روعك.
نفضت يدها محتجة لأطيح بالقرص الدوائي الموضوع في الطبق الصغير في الهواء
لا أريد.
ثم أمرتها في حدة وأنا أشير بسبابتي
هيا اذهبي أريد البقاء بمفردي.
انحنت لتلتقط القرص بعد أن حددت موضعه ثم استقامت واقفة وخاطبتني في لهجة متأدبة
أعتذر منك لكنها الأوامر سأظل باقية هنا إلى أن يعود السيد فيجو
عندئذ قمت من رقدتي وأزحت الغطاء عني لأقف في مواجهتها دفعتها بقوة في جانب كتفها وصړخت في حدة
ماذا أتحاولين إغضابي اغربي عن وجهي.
لدهشتي تمسكت بجمودها وأخبرتني بهدوء شديد كأنها تمثال مصنوع من الحجر
سيدتي افعلي بي ما تشائين أنا لن أبرح مكاني.
استخدمت كلتا قبضتي رغم وخزات الألم المتفرقة المنتشرة في كتفي المصاپ لأزيح الخادمة من طريقي وأنا أهينها
أيتها اللعېنة السمجة هيا اذهبي!
كدت أنجح في إبعادها بالرغم من حدة الآلام التي تعصف بي لولا أن ولج فيجو إلى الغرفة فتوقفت عما أفعل وأنا ألهث. نظر إلي متعجبا وتساءل
لماذا صوتك مرتفعا حلوتي
تدليلي في هذا الوقت السخيف كان متناقضا في غير محله ناهيك عن كونه لا يليق مع شخص معروف بإجرامه حولت ڠضبي تجاهه وهدرت في غيظ
هل هذه مزحة سخيفة منك
وجدته يتجاهلني ليأمر الخادمة ببرود صارم
اذهبي.
قالت من فورها وهي تخفض رأسها توقيرا له
سمعا وطاعة سيدي.
بمجرد أن ذهبت بعيدا واصلت صړاخي اللائم به
أتضع مراقبة علي في غرفة نومي وفي فراشي أجننت
تحرك في اتجاه غرفة تبديل الثياب نازعا عنه سترته وقال
اهدئي الأمر لا يستحق كل هذه الثورة إنها هنا لمساعدتك.
تبعته مصرة على احتجاجي
لا أريد أي مساعدة أنا لم أصل بعد للجنون لتعين من يراقبني بهذا الشكل الخانق.
استدار ليطالعني عن قرب وقال بنفس النبرة الهادئة المغيظة
عزيزتي أعصابك مرهقة و...
قاطعته في انفعال وأنا أكور قبضتي لأضربه في صدره
نعم أنا متعبة مما تفعله من القټل وتعذيب الأبرياء.
تأوهت من الألم لكوني استخدمت الكتف المصاپ فوضعت يدي على موضع الۏجع فسألني مهتما
هل أنت بخير
شعرت بيده تلمس ذراعي وصوته قريبا من أذني يسألني
ألم أقل لك أن تنتبهي أكثر
انتفضت من لمسته قائلة في نفور
ابتعد.
انقلبت ملامحه لردة فعلي فقلت وأنا أتراجع مبتعدة عنه
سأذهب للخارج.
استوقفني بالإمساك
بي من ذراعي الآخر قائلا
انتظري.
أزحت
قبضته عني مرددة في حدة
لا تلمسني.
قائلا في لهجة آمرة
تم نسخ الرابط