رواية المــافيـــا والحب (الفصل الرابع والعشرون) منال سالم

موقع أيام نيوز

يعد يسير ببطء كما كان في البداية بل أسرع الخطى واتجه بي عائدا إلى البهو أجلسني على الأريكة ووقف مجاورا إياي ليخرج هاتفه المحمول حتى يتحدث فيه. بالطبع أبقيت رأسي منخفضة وأسندت كف يدي على جبيني لأبدو كمن أصيب بالدوار فلا يرتاب في أمري سألني بعد أن مال ناحيتي
هل أحضر لك شيئا إلى أن يأتي الطبيب
بلعت ريقي في حلقي وجاوبته بصوت خاڤت مرتجف نسبيا
لا داعي.
استقام واقفا ثم هتف محدثا من خابره
د. مارتي أريدك فورا عندي فزوجتي ليست بخير.
صمت للحظة وعيناه تتطلعان إلي بثبات قبل أن يوجز في تعقيبه
انتظرك.
أنهى الاتصال وأبقى نظراته علي فسألته في فضول لأقضي على بوادر الحيرة التي انتابتني حينما تردد اسمه
هل هو نفس الطبيب الذي تولى رعاية أمي سابقا
أكد لي شكوكي برده المختصر
نعم إنه هو.
لاحقته بسؤالي التالي قبل أن يفكر في تجاهلي
أين هي صوفيا أنا لم أرها هنا
كان على وشك الرد لولا أن ظهر والده أمامنا فجأة فنظرت إليه وهو يتودد بلطافة إلي
كنتي الغالية...
أحنى رأسه ناحيتي ليقبلني من وجنتي وتابع وهو يبتسم في محبة لم أجدها لائقة بشخص بشع مثله
أنا مسرور لرؤيتك بخير.
رددت بتهذيب فاتر
شكرا لك.
سألني مكسيم بنبرة مهتمة 
كيف تشعرين الآن
أجاب فيجو عني وهو يضع يده على كتفي غير المصاپ
إنها تتألم قليلا وهاتفت الطبيب مارتي.
استحسن تصرفه قائلا بنوع من التشديد
حسنا فعلت أعطها كل الاهتمام والرعاية هي تستحق ذلك فلولا ما فعلته لكنت خسرتك للأبد.
حولت نظراتي المتسائلة نحو فيجو محاولة تفسير ما قاله مكسيم لكنه احتفظ بغموضه كالعادة فانتقلت بعيني إلي الأخير وقلت بابتسامة متكلفة
أنا لا أفهم شيئا.
وجدت مكسيم يستقر جالسا في الأريكة المجاورة لي ثم استطرد موضحا
صغيرتي ريانا كان هناك أحد القناصة المتربصين بزوجك في البناية المقابلة
مرة ثانية اتجهت ببصري نحو فيجو وعلقت في نبرة ذات مغزى
هذا يعني أني تلقيتها عنه.
ثم سددت له هذه النظرة المغترة لكنه بادلني بنظرة مليئة بالمزيد من الغموض تخترقني وتربكني في نفس الآن. لم ينطق فيجو بشيء صمته كان يزعجني إلى حد ما لنقل أني أفضل حين نتجادل معا لا أن يكون الحوار أحادي الجانب. عدت لانتبه ل مكسيم عندما تابع كلامه
بالضبط بالإضافة لذلك كانت غالبية زجاجات الخمر مسمۏمة.
افترت شفتاي عن دهشة سريعة قبل أن أهتف في ذهول
ماذا!!
منحني مكسيم المزيد من التفسير بقوله
حين قام فريق التنظيف بإزالة الآثار من الشقة وجدوا قنينة خاصة بالسم ملقاة في سلة القمامة ولو كان فيجو لكان الآن في عداد الأموات.
همهمت ساخرة بصوت خفيض للغاية
يبدو أن لڠضبي فائدة.
لا أعرف إن كان فيجو قد قرأ ما يجول في خلدي أم لا لكن لمسته على كتفي أشعرتني بأني مكشوفة ككتاب مفتوح أمامه. ادعيت الابتسام وتساءلت
وماذا حدث بعد ذلك
ونهض من مكانه قائلا
جاء بك إلى هنا وتولى طبيبنا المخلص علاجك وانشغل فيجو بالإمساك بكل المتورطين في محاولة الاغتيال الفاشلة.
في داخلي قلت وأنا أجاهد لنفض الصور البشعة التي راحت ټقتحم مخيلتي
علمت ذلك.
رمشت بعيني حين خاطبني مرة أخرى موصيا إياي بلهجة جمعت بين اللين والحزم
أريدك أن تستريحي ولا ترهقي عقلك الصغير بهذه الأمور فكل شيء تحت السيطرة طالما ابني الزعيم موجود.
ثم وجه كلامه إلى فيجو بما بدا أمرا
ابق مع زوجتك وسأتولى أنا باقي التحقيق.
احتج عليه في تذمر طفيف
ولكن...
قاطعه قبل أن يبدي اعتراضه بإشارة صارمة من يده فابتلع فيجو باقي جملته في جوفه توقيرا له وظل واقفا إلى جواري لحين انصراف والده عندئذ انطلقت متسائلة في لهفة قلقة
لم
تجاوبني بعد
أين هي أمي وشقيقتي
تنهد سريعا وأخبرني
لقد
تم نسخ الرابط